سيماء المزوغي ترد على آيات عرابي:نساء تونس قطعن الطريق أمام وحوش الجهل وغيلان التعصّب..
أريد أن أرد هذه المرأة التي عصرها الألم، واشتدّ بها الحقد، وأفقدتها تونس صوابها، وأي صواب لديك سوى البحث عن مزيد من قضايا دموع تماسيح عسى أن يتكرموا عليك بتمويل من هنا أو هناك، بعد التبجّح بما تيسر من ديابيج الإسلام السياسي، واستعراض مناقب الإخوان.. وهذا موضوع آخر.. أجيبك كتونسية تشفق لحال إمرأة تعيش دون حقوق تضمن كرامتها كإنسان، أشفق لحال إمرأة تعتبر نفسها عورة كاملة الإعتوار ، تغيضها مجلة الأحوال الشخصية، ومن بعده قانون العنف الشامل ضد المرأة، وقريبا المساواة في الميراث، يغيضك أن نساء تونس مازلت تحارب من أجل مواطنة متساوية، تحارب الرجعية أينما وجدتها.. ليس لدينا رجال ترمي الطلاق على نسائها كحالكن، فالزواج هنا مدني أما الشريعة فنار تكوي عقلك وقوانينك وألسنة شيوخك.. حرّي بك عن تبحثي عن حقوقك كإمرأة، تدافعين عن كرامتك وحريتك عسى أن تكوني إنسانا حرا لا عبدا خانعا.. عسى أن تستعملي عقلك لا عقل شيخيك ومرشدك.. عسى أن يثقب النور قلبك فيفرغه من حقد أعمى بصيرتك.. نساء تونس يا ناقصة المواطنة، صنعن تاريخهن ويصنعن منذ كانت البونيات يحرصن الجبال من الذئاب وينشدن الشعر ويغنين الحياة، والقرطاجيات يرمين ضفائرهن لجنود وطنهن لتثبيت السلاح، يشيدن القصور ويبنين المكتبات ويكتبن كلامات الدستور القرطاجي، أول دستور عرفه التاريخ، تفحّصي كتب التاريخ عسى أن ينكشف عن عقلك برقع الجهل.. لن أحدثك عن نساء تونس عبر التاريخ .. كنّ حارسات للحياة وللوطن وباحثات عن المعرفة والعلم، ومدافعات شرسات عن حقّهن في الحياة بكرامة وعزة وشرف.. صدقا أشفق على حالك وحال شبيهاتك.. نحن التونسيات نؤمن بالفن والرقص والشعر والأدب والفلسفة والعلوم، نؤمن بالمعرفة وحب الحياة.. ولا يستهوينا عقل شيخك المتحجّر المتخم بقيود التطرّف والغلو.. نحن التونسيات نؤمن بالسير في طريق العلم والمعرفة من خلال الإدمان على كل إنتاج ثقافي وفكري، ونخوض في نقاشاتنا ونخرج شيئا فشيئا من صندوقنا الضيّق.. هذا الصندوق الذي دفنت فيه عقلك. نساء تونس قطعن الطريق أمام وحوش الجهل وغيلان التعصّب.. وماذا فعلت أنت غير التورط معهم في سعيك لتمزيق شعبك شيعا شيعا وتدجيج شبابه بالسلاح والتطرف.. في تونس لا حدود لغوية أو حضارية أو عقائدية وعرقية أو مذهبية تفصلنا عن حبّنا للإنسانية واحترامنا لحياة الإنسان.. وحياة كل كائن حيّ على كوكبنا.. أو أي حياة أخرى على كوكب لم نعرفه بعد.. حقا أشفق عليك..