الوطنية

سيماء المزوغي ترد على وجدي غنيم

في الحقيقة لا تستحق الرد على ما قلت، فشرف أن أذكر إسمك لا تستحقه أبدا، ولكن لقطيعك أيضا أردّ..

لن تفهم مفهوم الوطن عندنا، فمرشدك علّمك أن الوطن هو “حفنة تراب وعفن”.. لذلك لم ولن تجد أي وطن يحتويك، تهرب من مكان لآخر، ولو أخلصت لوطنك لأخلص لك شعبه ولدافع عنك وحماك هو، ولكنك كفّرته وأهنته وقسّمته وتوعدته بالحجيم، وتلذذت بقتل أولاده وحرّضت بعضهم على بعض، واحتقرت نساء بلدك وأمرت بختان بناتهم ومارست شعوذة النصوص الكاذبة وأخرست العقول بفتاوى البترودولار.. ولم تكن نصيرا لأي حق ولأي مبدإ سوى التغرير والتجييش والتناحر .. وانخرطت في قافلة أعداء الحياة، كنت سليل من أحرقوا كتب إبن رشد وممن سيذكرهم التاريخ نشازا كما ذكر بالكاد أسلافك..
لن تدرك أبدا أن لهذه الأرض أجداد كثر حقنوا جيناتهم فينا، يشفقون على شعوذتك وجهلك ، من عظماء البونيقيين إلى عليسة إلى حنبعل إلى القديس أوغستين إلى دهيا الأوراسية(الكاهنة) إلى الإمام سحنون إلى ابن الجزار إلى ابن رشيق إلى ابن خلدون إلى حسن الحصري إلى خير الدين باشا إلى السيدة المنوبية إلى عزيزة عثمانة إلى الطاهر الحداد إلى أبي القاسم الشابي إلى الطاهر بن عاشور إلى توحيدة بالشيخ إلى بشيرة بن مراد إلى الحبيب بورقيبة إلى فرحات حشاد ..والقائمة لم ولا ولن تنتهي ، كل يوم يولد كبير على هذا الأرض..نحن شعب يشفق على من أخرس عقله وكفّر حتى من يقول بدوران الأرض..
تتحدث عن تونس وأحد أصدائقك المؤمنين المخلصين قتل ابنته وعمرها لم يتجاوز 6 سنوات لأنه شك في سلوكها، تتحدث عن تونس ومريضك يتلقف بول البعير من منبعه حتى يشفى من علته، ولن يشفى، لأن الداء في العقول وفي القلوب.. ،
تونس حيّرت سباتكم وأسقطت أقنعتكم.. أردتم أن تدفنوها بسيل فتواكم التي تخدّر العقول وتسدّ منافذ النور عنها، فارتدت عليكم.. واختبأتم في المغاور .. رعبك الذي تقذفه على الناس قُذف في قلبك ..

نؤمن باختيار هالة الفكر النقديّ الحرّ، كما نؤمن بقيم التعايش السلمي والتسامح والاعتراف بالآخر بكل اختلافاته وسلاحه هي الديمقراطية ونبذ الاستبداد، وتوليف العقول على الشك والنقد والتساؤل لكي تكون عقول إبداع لا عقول تكلّس وضيق.. لو كنت تؤمن بهذا لدافعت عنك هذه القيم.. ولكنك لا تؤمن إلا بالظلام ..
وهذا أيضا ما سيردمكم وسيردم «داعش» وأخواتها بكل ما أوتينا من ترسانة معرفيّة نقديّة زمامها الفكر المستنير والنقد الدائم…
وأما عن رئيسنا الذي رحل فكل العالم أجابك دون أن يراك أو حتى يعرفك.. لأن قدرك كقدر بعوضة عابرة ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى