سمير الوافي يكتب:نموت جميعا ويحيا الوطن
الإستثناء التونسي في غابة الإستبداد العربي…هو هذا الإنتقال السلس والهادئ والمتحضر للسلطة…بدون دم ولا دبابات ولا همجية…ودون أن يخرج الجيش من ثكناته…فالذي حكم وقرر هو الدستور والدستور فقط…وليس شخصا متجبرا مستبدا يأمر وينهى كما في جمهوريات العسكر والفراعين…الدستور أمر والتوانسة نفذوا…والرئيس الجديد طبق واستجاب وتولى الأمانة…والجيش في ثكناته لم يغادرها…وعائلة الرئيس تشيع جثمانه ويعودون إلى منازلهم مواطنون عاديون…
عيوبنا كثيرة وأزماتنا كبيرة…لكن مصادر فخرنا أكثر وأكبر…منها هذا التغيير الناعم والراقي…الذي جعل مذيعة عربية في قناة خليجية تتساءل حائرة : ما هو مصير تونس بعد وفاة رئيسها !؟…
تونس خارج كوكب العرب يا سيدتي…تونس رئيسها يمرض ويموت ويدفن…دون أن تنتقل السلطة إلى وريثه أو عائلته أو جيشه…تونس لا أحد يقرر مصيرها سوى دستورها الذي لم تؤلفه عائلة أو قبيلة أو عشيرة…بل شعبها عبر نوابه…تونس يرفع فيها رئيسها قضية ضد مواطن من شعبه فيخسرها…
نشيدنا الوطني يا سيدتي ليس مجرد شعارات حين يقول نموت نموت ويحيا الوطن…نعم يموت رئيسها ونموت جميعا وتحيا تونس…ويحيا الوطن…
✍ سمير الوافي