ثقافة وفنون وتلفزة

ملوك الطوائف في قرطاج:”من ملوك الأندلس إلى ملوك البترول تشتت العرب وضاع الحلم”

كتب:صلاح الطرابلسي

احضتن المسرح الأثري بقرطاج في سهرتي الاثنين والثلاثاء عرضين للعمل المسرحي الغنائي ملوك الطوائف لمنصور الرحباني وإخراج “مروان الرحباني”، بطولة “غسان صليبا” و”هبة طوجي” وإنتاج “غدي، مروان وأسامة الرحباني”.

الجمهور كان في الموعد باعداد محترمة جاء لعيش ملحمة موسيقية تعود بنا الى حقبة من تاريخنا الأسود والذي حكم علينا اليوم بالتخلف عن ركب الحضارات وبقينا في عالم ثالث ميزته الانقسام والدسائس وسطوة الحكام…عاد بنا العمل الى القرن الحادي عشر فترة قيام دويلات على انقاض الدولة الأموية في الأندلس ومارافق تلك الفترة من انهيار وتشتت…انقسمت الأندلس إلى دويلات منها قرطبة وغرناطة وطليطلة واشبيلية التي حكمها المعتمد بن عباد وجسد دوره في العمل غسان صليبا.

ملوك الطوائف عمل التقت فيه كل مقومات الابداع من شعر وموسيقى ورقص ومسرح وفرجة ليخرج إلى الجمهور كبيرا يشدنا الى المشاهدة والغوص في تفاصيل نحب فهمها … على الركح شخوص تشدنا وتدعونا الى سبر أغوارها والاقتراب منها…توفرت مقومات الفرجة في عمل تميز بجانب الجرأة ما جعله منبوذا في الدول العربية ولم يعرض سوى في تونس ولبنان وباقي العرب رفضوا هذا العمل لأنه يهز عرشهم ويفضح كم الدسائس التي تحاك في السر والعلن.

ولفضح ملوك الطوائف الذين هم اليوم ملوك البترول وضف المخرج المواقف الساخرة من خلال مواقف الملوك وتصرفاتهم المضحكة والاهتمام الزائد والمبالغ فيه بالبطن وما تحت البطن وهم لاهم لهم سوى اشباع رغابتهم وخاصة الجنسية واما المواقف العقلانية فهي التي غابت عنهم وجعلت منهم فريسة للملك الفنسو السادس الذي أحكم سيطرته على ملوك الطوائف وفعل فيهم ما يفعله اليوم كل رئيس أمريكي بملوك البترول العرب.

ملوك الطوائف عودة إلى الماضي وفضح للحاضر فالمأساة تتكرر …حكام عرب لاهم لهم سوى المناصب والكراسي وارضاء العم سام وشعوب عربية تعيش الفقر والتمهيش رغم الثروات…اليوم نرى الدسائس والمكائد تحاك في السر والعلن وزاد التشتت وسالت دماء العرب في سوريا والعراق واليمن وليبيا والحكام لاهم لهم سوى ارضاء العم سام وجمع المال لماما أمريكا.

ملوك الطوائف عمل ابداعي نحب مشاهدته ومتابعته يعود بنا الى تاريخ يحدثنا عن واقع عربي مرير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى