ليلة النجوم : أين ذهب القمر؟
سليمة (12 سنة) واحدة من آلاف الطفال الذين فضلوا التحول لمدينة العلوم بتونس العاصمة في الليلة الفاصلة بين السادس عشر والسابع عشر من شهر جويلية 2019 لمشاهدة النجوم والكواكب في تظاهرة “ليلة النجوم”.
كتبت خولة شبح
بعد صمت بعض الثواني ابتسمت الطفلة “سأنتظر لسبع سنوات حتى يمكنني مشاهدة الخسوف مرة أخرى هي فرصة لا تحدث كل يوم”.
فرصة للمعرفة
قد لا تحمل سليمة حلما بأن تكون “رائدة فضاء” كغيرها من عشرات الأطفال الذين تصادفهم في زحمة أروقة مدينة العلوم ولكنها تحمل نفس شغف جدتها التي تقول إنه “من الممتع والمفيد معرفة سير الكواكب والتفاصيل المتعلقة بحالات خسوف القمر وكسوف الشمس”.
بالنسبة للجدة الأمر غير مكلف فدخولها رفقة حفيدتها لم تتجاوز تكلفته 10 دنانير حيث خصصت إدارة التظاهرة الفلكية تذاكر بقيمة دينارين للأطفال و8 دنانير للأولياء و 5 دنانير للطلبة، وقد تسنى للمرأة أن تشاهد البارحة في تمام العاشرة ليلا اختفاء 65 بالمائة من القمر خلف ظل الأرض، حيث انطلقت عملية المشاهدة منذ الثامنة والنصف بداية خسوف القمر.
ويقول نوفل بن معاوية بن معاوية مصلحة فضاء الكون بمدينة العلوم بتونس أن “خسوف الليلة على بعد ثانية ضوء تكون فيه الأرض ثالث الكواكب من حيث البعد عن الشمس في مجرة الدرب اللبني”.
وحسب ما يشرحه مختصو علم الفضاء للأطفال الصغار المتواجدون فإنه لو أمكن صنع مركبة فضائية بسرعة الضوء يمكن للإنسان أن يصل في ثانية إلى سطح القمر.
بدى الأمر ممتعا لأحمد (10 سنوات) لأن طموحه وهو في مثل هذا العمر أن يصعد الى القمر وهو حلم راود ملايين الأطفال عبر العالم منذ 50 سنة تاريخ صعود الانسان إلى ظهر القمر.
إمكانيات محدودة
بانتظار التطور العلمي الذي لا يتوقف وتحقيق أحلام أحمد وبعض الأطفال الصغار بالعمل في مجال الفضاء، تعمل مدينة العلوم سنويا على تنظيم “ليلة النجوم” لتكون فرصة للبعض منهم لمشاهدة الكواكب كالقمر والمشتري وزحل وبعض النجوم.
وهذه المرة قررت مدينة العلوم ألا يتجاوز عدد الوافدين 4000 شخص بين أطفال وراشدين بعد أن شنة السنة الماضية (2018) توافد 8000 آلاف شخص على المكان.
هذا القرار جاء نظرا لرغبة العاملين على التظاهرة في تفادي الاكتظاظ الكبير وتوفير الظروف المناسبة لمشاهدة الكواكب والنجوم.
ويقول هشام بن يحيا مؤطر علمي رئيس بمدينة العلوم أنه “تم تخصيص 12 تليسكوب وبث مباشر يمكن لمن يفضل ألا يقف في طابور الانتظار أمام التليسكوب. التنظيم خصص بعض الثواني لكل شخص يود استخدام التلسكوب الذي يؤمن رؤية قريبة وواضحة لعملية الخسوف في كل مراحلها لا يمكن أن تتجاوز في كل الحالات الدقيقة الواحدة. س
وقد بدت الطوابير غير طويلة تلك الليلة أمام التلسكوبات المتواجدة خاصة بعد أن أصبح بالإمكان مشاهدة الخسوف بالعين المجردة بداية من الساعة التاسعة مساء ولكن الأطفال المتواجدين لم يخفوا طوقهم الي مشاهدة أدق عبر “التليسكوب”.
وقد تمكنت سليمة من مشاهدة الخسوف الجزئي بدقة لم تخفي بعدها سعادته بالمشهد وبالمعطيات التي تحصلت عليها من الشباب المكلف بتفسير الظاهرة للوافدين.