تونس تراهن على الكتاب وتعيد الروح لأهله
تجسيدا منها للحق في الثقافة الذي يكفله الدستور التونسي وينصّ عليه في فصله الـ42 بأنّ ” الحق في الثقافة مضمون. حرية الإبداع مضمونة، وتشجع الدولة الإبداع الثقافي، وتدعم الثقافة الوطنية في تأصلها وتنوعها وتجددها، بما يكرس قيم التسامح ونبذ العنف والانفتاح على مختلف الثقافات والحوار بين الحضارات”، وسعيا لحماية الموروث الثقافي التونسي وضمان حق الأجيال القادمة فيه، عملت وزارة الشؤون الثقافية ضمن استراتيجية عملها الشاملة على تطوير المشهد الأدبي التونسي وتخصيص مساحة أكبر للكتاب التونسي في الساحة الأدبية والثقافية داخل تونس ثم خارجها.
وقد باشرت الوزارة منذ أكتوبر 2017 العمل وفق البرنامج الوطني ” مدن الآداب والكتاب” الذي اعتبره وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، برنامجا يرمي إلى إعادة الاعتبار للكتاب، باعتباره العنوان الأمثل للنهوض الثقافي، ويسعى للمحافظة عليه باعتباره إحدى الركائز الأساسية للنهوض بالقطاع الثقافي وتحصين الشباب والناشئة من خطر التطرّف، كما يسعى إلى العمل على تحسين المعدل الوطني للمطالعة وتشجيع المبدعين في مجال النشر والكتابة في كامل جهات تونس على مزيد الابداع الفكري.
وسخرت الوزارة جهودها طيلة سنتين كاملتين للتشجيع على الإبداع سواء بدعم الإنتاج الفكري الأدبي التونسي ماديا ومعنويا أو كذلك بتهيئة عدد من المكتبات العمومية وصيانتها بهدف توفير مساحات مريحة أكثر لتشجيع الشباب والأطفال على المطالعة والبحث والقراءة ومن ثم الإسهام في خلق جيل مثقف مبدع ومنتج فكريا.
ولم تقتصر إستراتيجية عمل الوزارة على مدن الآداب والكتاب، خلال سنة 2018 التي أعلنها رئيس الحكومة سنة الكتاب وأذن فيها بمضاعفة الدعم المخصّص للكتاب، بل توّجت بتأسيس المعرض الوطني للكتاب التونسي في أكتوبر 2018 تحت شعار “الكتاب التونسي يجمعنا”، وقد جمع المعرض في دورته الأولى 76 ناشرا وعرض لزوّاره 45 ألف كتاب تونسي مما أتاح للمواطن اقتناء إصدارات فكرية تونسية قيمة يصعب البحث عنها متشتتة خارج المعرض، وهو ما جسّد أحد أهم محاور عمل وزارة الشؤون الثقافية ألا وهو ثقافة القرب.
وكان المعرض في دورته الأولى فرصة لتباحث عدد من القضايا المصيرية من بينها واقع الكتاب الورقي والكتاب الرقمي، وقضايا الصناعة الأدبية واستراتيجيات التسويق والتوزيع والترجمة وعلاقة الأدب بالفنون الأخرى.
ومازالت الوزارة تعمل لترسيخ المبدأ الدستوري “الحق في الثقافة مضمون” وذلك بضمان بلوغ الثقافة العقل التونسي أينما كان، وسعيا منها لتثقيف الناشئة وتوعيتها تعمل الوزارة جاهدة للتحضير لدورة ثانية من المعرض الوطني للكتاب التونسي، دورة من المنتظر أن تكون مميزة وناضجة أكثر، ومن شأنها أن تعالج أغلب نواقص الدورة التأسيسية وتواصل البحث في عالم الكتاب والإنتاج الفكري في تونس.
محسن مبروك