في الدورة 72 لمهرجان كان السينمائي:تونس تحت أنظار العالم بمشاركة مميزة
منذ افتتاح القرية الدولية التي تضم أجنحة سينمائية من مختلف مناطق العالم، والجناح التونسي عدد 106 يستقبل الزوار من التونسيين الذين يأتون بحثا عن “ريحة البلاد”. يسألون عن حضور السينما التونسية في كان. عن أنشطة الجناح. عن ضيوف المهرجان. كما يستقبل صناع السينما العربية والإفريقية الذين يعرفون السينما التونسية جيدا. ويدركون وزنها خاصة وهي حاضرة بقوة في السنوات الأخيرة في أعرق المهرجانات السينمائية العالمية من برلين إلى البندقية وصولا إلى كان cannes الذي تسجل فيه تونس حضورا مميزا منذ سنة 2011 مع اختيار الفيلم الوثائقي “لا خوف بعد اليوم” للحبيب عطية منتجا ومراد بن الشيخ مخرجا ضمن الاختيار الرسمي للمهرجان/ قسم حصص خاصة
وخلال السنوات الأربعة الأخيرة، لم تغب تونس عن مهرجان كان السينمائي: في 2016 مع المخرج “لطفي عاشور” بفيلمه “علوش” ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، وفي 2017 كان الموعد مع المخرجة “كوثر بن هنية” ضمن مسابقة “نظرة ما” بفيلمها “على كف عفريت”، وفي 2018 افتتحت تونس قسم “نصف شهر المخرجين” بتظاهرة “تونس فاكتوري” التي تضمنت 04 أفلام قصيرة مع أربعة مخرجين تونسيين شبان وعدد من الممثلين والتقنيين التونسيين. وفي السنة نفسها تميز المخرج “محمد بن عطية” بحضوره في قسم “نصف شهر المخرجين” بفيلمه “ولدي”.
هذا العام، لا تغيب تونس عن الدورة 72 لمهرجان كان السينمائي من خلال فيلم “طلامس” للمخرج “علاء الدين سليم” الذي يعرض يوم 21 ماي 2019، ومن خلال فيلم “كاميرا إفريقية” للمخرج “فريد بوغدير” ويعرض يوم 22 ماي 2019 ضمن قسم “كلاسيكيات كان”
“علاء الدين سليم” ينتمي إلى الجيل الجديد من السينمائيين التونسيين. جيل عنيد ثائر وموهوب. لا تصده الإمكانيات المادية المحدودة في صناعة السينما التي يريدها. وهو يعمل مع فريق يتقاسم معه الشغف بالسينما ويسكنه البحث في مناطق سينمائية جديدة. تميز “علاء الدين سليم” عن غيره من السينمائيين التونسيين منذ فيلمه القصير “بابيلون” الذي فتح له طريق المشاركة في أعرق المهرجانات السينمائية من بينها “كلارمون فيرون” أشهر المهرجانات الخاصة بالفيلم القصير. ثم شارك بفيلمه الروائي الطويل الأول “واحد منا” في مهرجان البندقية السينمائية ضمن قسم أسبوع النقاد وتحصل على الجائزة التقنية وأفضل عمل أول. قبل أن يحط في مهرجان كان السينمائي هذا العام بفيلمه “طلامس” مع الممثلة التونسية “سهير عمارة”، المصري “عبد الله المنياوي” والجزائري “خالد بن عيسى”
عندما تتصفح ملخص الفيلم كما ورد في الكاتالوغ الخاص بقسم نصف شهر المخرجين تجد نفسك أمام تجربة تستعصي على السرد. بل تستحثك أكثر على المشاهدة. فتكتفي باستعادة ما قاله “باولو موراتي” المندوب العام لقسم نصف شهر المخرجين عند الإعلان عن اختيار الفيلم “يرتكز فيلم علاء الدين سليم على الكثير من الجرأة خاصة في ما يتعلق بتمثيلية الرجل في العالم العربي”
من جيل آخر، تحتفظ له الذاكرة السينمائية بواحد من أنجح الأفلام التونسية /عصفور سطح/ يشارك “فريد بوغدير” في قسم “كلاسيكيات كان” بفيلمه الوثائقي “كاميرا إفريقية” وهو إنتاج مشترك تونسي/ فرنسي لسنة 1983 تمت إعادة ترميمه لعرضه بحضور مخرجه “فريد بوغدير” يوم 22 ماي 2019 ويقدم الفيلم عددا كبيرا من الشهادات والحوارات مع صناع السينما الإفريقية ونضالاتهم من أجل فرض السينما الإفريقية
أما الحركة في الجناح التونسي بالقرية الدولية فلا تهدأ مع المركز الوطني للسينما والصورة من خلال برنامج دسم يتضمن عددا من الندوات الصحفية لمهرجانات “منارات”، أيام قرطاج السينمائية ومهرجان السينما التونسية. إضافة إلى اجتماع مهم بين المركز الوطني للسينما والصورة وسبعة مراكز سينمائية عربية ينتظر أن يكشف عن اتفاقيات تعاون مشترك. إضافة إلى الإعلان عن الفائزين الأول بدعم صندوق “سنتو”. ولقاءات أخرى مع مراكز القرار في السينما الإفريقية والدولية
من جهة أخرى لا يفوتنا أن نتحدث عن مشاركة مدير التصوير التونسي “سفيان الفاني” في آخر أفلام المخرج الفلسطيني “إيليا سليمان” الذي يعود يعد غياب إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي بفيلمه “لا بد أن تكون الجنة”.
وفي المسابقة الرسمية أيضا نجد المخرج “عبد اللطيف كشيش” بفيلمه الجديد “intermezzo” الذي سبق له الحصول على السعفة الذهبية منذ أربعة سنوات عن فيلمه المثير للجدل “حياة آديل”. أي نعم يشارك “كشيش” باسم فرنسا لكن فيلمه يحمل توقيع عدد من الطاقات التونسية من ممثلين وتقنيين
* كوثر الحكيري