الحقيقة و الكذب …ازدواجية المعايير في روايات النظام التركي
قصة تنطلق بخبر في ظاهره جاف و لكن مضمونه يكتنز اكثر من بعد رمزي حول مدى الازدواجية الفكرية “الفجة ” للنظام التركي .
نظام اردوغان الذي ينتزع شرعيته من “اللاشئ” او من بعض المشاعر الطائشة للشباب يحول كل قضايا الإقليم الى أوراق بيده للإثارة الدينية، فعندما نرى ما يحيط من صمت حول موت الفلسطيني زكي حسن في سجون تركيا و في مقابلة مع ابن شقيقه المشتبه به في ظروف غامضة نتساءل حول صدقية النظام التركي و حول سلامة أياديه من التلوث الإجرامي .
تفتح هذه القضية معاول الأسئلة حول طبيعة النظام التركي الذي يتمرد على كل عناوين الضوابط و الأخلاق السياسية و ترفع الغطاء عن ازدواجية المعايير في تناول الصورة و معالجتها لدى احفاد من قتلوا الأرمن في سنوات خلت ، و تتفجر من حولهم الرؤى حول الانطباع الإعلامي الكاذب تجاه نصرتهم للقضايا الحارقة .
ان النظام التركي اغفل حقيقة الموت كحقيقة قصوى لصالح هيجانه المتمرد، و أقام صرحا من التزييف المزخرف لكذبة الإسلام السياسي الذي بات كيانا حاضنا لبقايا الدواعش من إقليمهم الأطلسي الى حنينهم العثماني المزيف ، هو من اجل ذلك يغيب وفاة الفلسطيني زكي حسن و ينتفض ريشه في قضية خاشقجي .
و لسائل ان يسال لماذا لا تقيم تركيا مراسم الكذب حول وفاة داعش ام ان أمراً في نفس يعقوب يرى فيهم مستقبلا حارقا لوقودهم المتحرك ؟
و بما اننا نستقي التقييم من معاينة متراكمة تقول بان العلاقات الدولية هي علاقات توازنات تجعل من اردوغان اليوم قائلا سيئا للتوازنات الحقيقية للعالم ، اذ بقي رهينا لزوايا قاتمة من تاريخ الاخوان المسلمين .
صورة الامس لن تكون صورة اليوم في قضايا تركيا الاقليمية و لن تهدأ “انقرة ” عن فشلها الا إذا تجاوزت حدود الكذب ، او ان دوافع الكذب اقرب الى إبط اردوغان الذي لا يرى من روحه سوى قواما لخليفة يبرر القتل للإنسان دون ان يسمح لبزوغ شمس الحقيقة ان تبرز في مكان اخر
هذا النظام التركي الذي يقوم سياقه السياسي على المواربة و الكذب انتهى الى مجرد أيقونة للسلام الهش ، يتناقض كما يتناقض القئ مع دورة الدماء و هو بالتالي مجرد رواية مزدوجة الأركان .
خلود المثلوثي