ذهبت للولادة في مستشفى مجاز الباب..فخرجت جثة هامدة من ”وسيلة بورقيبة
شهد مستشفى مجاز الباب أمس السبت وقفة إحتجاجية أمامه لعائلة ”سوسن” الأم التي توفيت بعد الولادة، للمطالبة بكشف سبب وفاتها خاصة وأنها كانت في صحة جيدة وستلد بطريقة طبيعية، ونظرا للغموض الذي أحاط بظروف ولادتها ووفاتها.
وأعلن الأستاذ المحامي عبد المنعم المؤدب في تصريح لموزاييك، أنه تقدم بشكاية في مركز ”باب سويقة” وتم فتح بحث في الوفاة ”الغامضة والمسترابة” لموكلته بعد أن تم توليدها قيصريا، بناء على شهادة طبية من مستشفى وسيلة بورقيبة وطلبه التشريح الطبي للجثة.
وحسب المؤدب، فإن تفاصيل القضية تعود إلى يوم 29 مارس 2019 حين تنقلت موكلته ”سوسن” وهي أم لثلاثة أطفال أحدهم الرضيع حديث الولادة، إلى مستشفى مجاز الباب للولادة بناء على توصيات طبيبها الذي يباشرها في عيادته الخاصة ويعمل في المستشفى ذاته، وهناك تم تمكينها من دواء تحضيرا لولادتها الطبيعية، لتتعرض إثر ذلك إلى نزيف حاد تطلب تدخلا جراحيا، ولعدم وجود ”طبيب تبنيج” في المستشفى، غادر الطبيب المباشر لحالتها المستشفى وتركها على تلك الحالة دون عناية، وفق تأكيده.
وبعد ذلك بساعات ومع قدوم طبيب الحصة المسائية، عجز الأخير عن اجراء أي تدخل لعدم وجود ملفها الطبي، ليتم بعد أكثر من 12 ساعة من تعرضها للنزيف إرسالها الى مركز التوليد بمستشفى وسيلة بورقيبة بالرابطة في العاصمة، وهنا أكد المحامي أنها كانت مصحوبة بممرضة واحدة على متن سيارة الإسعاف، ومرفوقة بورقة وحيدة كتب عليها أن ”الحالة مستعجلة”.
وفي مستشفى وسيلة بورقيبة، تم توليد المرأة قيصريا بعد ساعات من وصولها إلا أنه تبين أنها تعرضت إلى نزيف داخلي إثر توليدها مما تسبب في دخولها في حالة غيبوبة وتعرضها فيما بعد إلى جلطة.
وذكر المحامي أن الطاقم الطبي في مستشفى وسيلة بورقيبة قد أخفى تدهور الوضع الصحي للمريضة عن عائلتها، ولم يتم إعلامهم إلا صبيحة اليوم الموالي، كما لم يتمكن إلى الآن من معرفة أسباب تدهور الحالة الصحية للمتضررة نظرا لأن الفريق الطبي في مستشفى مجاز الباب لم يقدم أي توضيحات بخصوص حالتها والدواء الذي تم حقنها به ولم يتم إرسال ملفها الطبي طوال بقائها في حالة غيبوبة في المستشفى.
وشدد الأستاذ عبد المنعم مؤدب، على وجود غموض وتستر من الطاقم الطبي في مجاز الباب، إضافة إلى تضارب في الأقوال والتصريحات في طاقم مستشفى وسيلة بورقيبة، مشددا على أن العائلة في إنتظار نتيجة التشريح الطبي الذي لم تكن هناك نية لإجرائه، وفق تأكيده.
كما أن مستشفى مجاز الباب ”تقدم بملف طبي مستحدث”، في حين جاء في شهادة مستشفى وسيلة بورقيبة أن الوفاة حدثت جراء ”نزيف أثناء الولادة” وهو ما يتعارض مع الوقائع الثابتة وهي تعرضها إلى نزيف قبل الولادة لا أثناءها.
وقال المحامي إن العائلة تطالب بكشف الحقيقة وتحميل المسؤوليات في وفاة سوسن التي كانت في صحة جيدة قبل دخولها المستشفى، حسب قوله.