في اختتام الدورة 28 لمهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بجربة : التفاف حول المهرجان وتحدّ للصعوبات المادية …والمهرجان يشعّ في كامل أنحاء الجزيرة
أسدل الستار مساء يوم الأربعاء 20 مارس 2019 على الدورة 28 لمهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بجربة .
انطلت هذه الدورة يوم 15 مارس وكانت متميزة على جميع المستويات ، هذا التميز جعلها تحقق الامتياز والنجاح بشهادة العديد من المواكبين لها و خاصة من ضيوف جزيرة جربة .
انطلق حفل اختتام الدورة 28 لمهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح بتكريم العديد من المشاركين في هذه التظاهرة الكبرى وخاصة الضيوف الذين جاؤوا إلى جزيرة جربة قادمين من الجزائر والمغرب و ليبيا و سلطنة عمان و فرنسا و من العديد من مناطق البلاد التونسية .
كما تم خلال حفل الاختتام عرض العمل المسرحي الجديد للمخرج علي اليحياوي ” سوق سوداء ” و هو عمل يعرض للمرة الثانية و نال إعجاب كل الحاضرين
تكريم الضيوف وكل المشاركين في المهرجان سبقته كلمة رئيس المهرجان الدكتور زهير بن تردايت الذي توجه بالشكر خاصة إلى هيئة تنظيم المهرجان التي أمضت أيام كثيرة في الإعداد و الاستعداد لهذه الدورة الجديدة .
وقد تحدث الدكتور بن تردايت عن الصعوبات التي شهدتها مرحلة التحضير وخاصة في غياب فضاء للعروض بسبب غلق دار الثقافة فريد غازي في انتظار القيام بأشغال .
– دورة التحدي
أكد رئيس المهرجان في كلمة اختتام الدورة على أن الدورة 28 كانت دورة التحدي بالنظر الى الظروف التي تم خلالها الإعداد مشيرا إلى أن هذه الدورة لم يكن أحد ينتظر تنظيمها لولا الحرص الكبير من شباب الجهة الذين نظموا العديد من التحركات مطالبين بتواصل مهرجان فرحات يامون للمسرح حتى وان كان ذلك في شوارع الجزيرة.
وفي سياق متصل أشاد رئيس المهرجان بالدور الكبير الذي قام به الإعلام بالضغط على عديد الأطراف من أجل تنظيم الدورة، مؤكدا على تدخل وزير الشؤون الثقافية الذي كان له دور هام في تشجيع هيئة التنظيم.
– دورة التميز و الامتياز
الدورة 28 لمهرجان فرحات يامون الدولي للمسرح كانت كذلك دورة متميزة من حيث البرنامج و لعل غياب الفضاء الركحي بسبب أشغال دار الثقافة هو الذي جعل من هذه الدورة دورة استثنائية حيث تم التوجه الى الشوارع والخروج بالمسرح من الركح إلى الشارع و توجه ذكي من هيئة التنظيم التي اختارت فن الحكاية في العروض المقدمة .
هذا الاختيار استحسنه كل المتابعين والمواكبين لهذه التظاهرة و خاصة الجماهير التي تابعت العروض الحكواتية .
فهذا التميز و هذا الاستثناء خلقا الامتياز للدورة الجديدة للمهرجان .
– أكثر من خمسين عرضا
التوجه إلى فن الحكاية و الخروج من الركح داخل فضاء مغلق إلى الشارع في فضاء شاسع و مفتوح جعل هيئة تنظيم المهرجان تحرص على أن تتسع العروض لتشمل كامل الجزيرة بمعتمدياتها الثلاث حومة السوق وميدون و أجيم و لقد نجحت في ذلك حيث تم خلال الأيام الخمس للمهرجان تقديم أكثر من خمسين عرضا بمعدل أكثر من عشرة عروض في اليوم موزعة بين مناطق جزيرة جربة
– المتعة والاستفادة
إلى جانب العروض الحكواتية التي استقطبت العديد من أحباء فن الحكاية و خاصة الأطفال الذين كانوا برفقة عائلاتهم خاصة مع تزامن أيام المهرجان مع الأسبوع الأول من عطلة الربيع فقد كان المهرجان فرصة كذلك للتكوين والتثقيف في ميدان المسرح .
وقد تمّ تنظيم ندوة علمية حول التكوين المسرحي أشرف عليها مجموعة من أبرز الأساتذة و المكونين في هذا الميدان إضافة إلى تنظيم تربص في مسرح الحوار و فن الشارع حول الحوكمة و مكافحة الفساد بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد و تنظيم ورشات في مسرح خيال الظل.