هيئة مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب..الميزانية مجهولة ونواب البرلمان لا يعترفون بالثقافة
عقدت الهيئة المديرة لمهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب، برئاسة مدير المهرجان حسن عليلش، صباح الأربعاء 13 مارس 2019، ندوة صحفية بمدينة الثقافة، بتونس، لتسليط الضوء على برمجة الدورة 13 للمهرجان، ندوة في الواقع جاءت محمّلة بآلام المنظمين، وبالتحدي الذي رفعوه في ظل الأوضاع الراهنة، حتى لا تكون هذه الدورة جنازة لائقة بالمهرجان.
الدورة 13 لمهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب، ستنطلق فعالياتها يوم 17 مارس الجاري، لكن هذا لا يعني أن الأمور على ما يرام بخصوص المصاريف كإقامة الضيوف، وغيرها، وقد تجد هيئة المهرجان نفسها في مديونية كبيرة، إبان اختتام الدورة، حسبما أكده مدير المهرجان، الذي أبرز أن وزارة الشباب قررت منحة ستصرف مبدئيا يوم الجمعة، والهيئة أيضا في انتظار مساهمة بلدية سوسة، وأما وزارة الشؤون الثقافية فهي غير موجودة، أو يقبع دعمها خلف عباءة المركز الوطني للسينما والصورة (حسبما يفهم من حديث الهيئة) الذي وعد بدعم المهرجان.
نواب سوسة يرفضون دعم المهرجان
وكانت الأسئلة المتعلقة بالمستشهرين ورجال الأعمال بالجهة، القطرة التي أفاضت الكأس، وجعلت أعضاء الهيئة المديرة للمهرجان الممثلين في السادة حسن عليلش والفنان المسرحي محمد دغمان والدكتور عصام العامري، يوجهون لومهم إلى نواب ولاية سوسة من رجال الأعمال، والذين هاجمهم الدكتور عصام العامري لعدم دعمهم للثقافة بالجهة، مقابل إنفاق الملايين والمليارات على حملاتهم الانتخابية. و قال العامري انه باستثناء النائب احمد السعيدي الذي لم يبخل على المهرجان بالدعم و المساعدة يتهرب غالبية نواب سوسة في البرلمان و خصوصا رجال الاعمال منهم حتى من مقابلة الهيئة المديرة ثم يتبجحون بإيمانهم بالثقافة في وسائل الاعلام . و اوضح الدكتور العامري ان أحد هؤلاء النواب وعد بمساعدة المهرجان بألف دينار، بعد أسبوع من لقائه بالهيئة، التي مازالت تنتظر، وأما البقية فلم يحركوا ساكنا، ومنهم من هو صاحب أكبر النزل بولاية سوسة، ورفض توفير إقامة 10 ضيوف، لكن كل ذلك لم يمنع هيئة المهرجان من المجازفة وتنظيم الدورة، مهما كانت التكاليف.
مرحلة انتقالية
وشدد مدير مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب، على أن المهرجان عرف عديد الصعوبات بعد الثورة، وخاصة بعد فرض سلطة الإشراف لتغيير صبغة التنظيم تحت الصيغة الجمعياتية، التي قال عنها إنها وفرت استقلالية للمهرجانات لكنها وضعت المهرجانات في مآزق مادية، مشيرا إلى أن مهرجانهم، كان يتحصل على دعم بلغ 90 ألف دينار قبل الثورة، والذي تقلص إلى 30 ألف دينار بعدها…
واعتبر السيد حسن عليلش، أن المهرجان بهذه الصيغة يعيش مرحلة انتقالية، خصوصا وأن عديد الأعضاء المؤسسين انسحبوا واحدا تلو الآخر، مشيرا إلى أن الدورة 13 ستكون الأخيرة بالنسبة له كمدير مهرجان، لكن ذلك لا يعني عدم مواصلة نشاطه في الجمعية، وأكد في هذا السياق أنه سيسلم المشعل للشباب من الجيل الجديد الذين، تدربوا في هذا المهرجان وخبروا التنظيم وقواعده، فالمهرجان شبابي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، على حد قوله.
ثلاث محطات
وبين مدير المهرجان أن برمجة الدورة 13 ستنقسم إلى ثلاث محطات رئيسية، الأولى قسم الأفلام، والثانية قسم التربية على الصورة والقسم الثالث الندوة الدولية حول «الصورة والتلاعب»، الّتي تنظّم بالاشتراك مع المدرسة العليا للسّمعي البصري والسّينما بقمّرت ومخبر مقاربات الخطاب بكلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة بصفاقس وذلك بحضور مختصّين من تونس وفرنسا والجزائر وكندا ومصر والمغرب، فضلا عن الفقرات التنشيطية في الساحات العامة ومنتدى الحوار.
وبخصوص المحطة الأولى أي قسم الأفلام، فقد اكتفت الهيئة المديرة في هذه الدورة ببرمجة 80 فيلما طويلا وقصيرا، لقلة الإمكانيات وقلة الفضاءات المتاحة، وذلك في ثلاث مسابقات، وهي أولا المسابقة الدولية في الأفلام الطويلة والقصيرة (06 أفلام طويلة منها الفيلم التونسي «في عينيا» لنجيب بالقاضي، و18 فيلما قصيرا)، وثانيا المسابقة الوطنية لأفلام الشباب (16 فيلما قصيرا)، وثالثا المسابقة الجهوية لأفلام الشباب (14 فيلما قصيرا)، أما الأفلام المتبقية وعددها 26 فيلما فستعرض خارج إطار المسابقات، التي ستكون جوائزها رمزية معنوية لا مادية.
قسم التّربية عن طريق الصّورة
ولاحظ السيد حسن عليلش، أن المحطة الثانية (قسم التربية عن طريق الصورة)، موضوعها آني ومهم للغاية، وتشتمل هذه المحطة على برنامج مهم، على غرار الملتقى الدّولي للشّباب الّذي يستقبل ما يقارب 150 فردا من تونس وخارجها ستخصّص لهم 15 ورشة تكوينيّة، إضافة إلى المدرسة السّينمائيّة وهي فضاء مفتوح للمدرّسين وللتّلاميذ وكذلك اليافعين والنّاشطين في دور الثّقافة ودور الشّباب.
كما يجد رواد المهرجان برنامج «خطوات في السّينما» ويتمثل في اختيار عدد من المجموعات الشّبابيّة من النّاشطين في دور الشّباب أو دور الثّقافة أو المؤسّسات التّربويّة والرّاغبين في تصوير أفلام، على أن يتكفّل المهرجان بتكوينهم مسبقا وتوفير التّأطير والمتابعة لهم أثناء مختلف مراحل إنجاز الأشرطة.
وأخيرا برنامج «سينما الحيّ» أو المهرجان في الحيّ الشّعبي «سوسة الجديدة»، وهو برنامج خاصّ بالحيّ يحتوي على عروض سينمائيّة وورشات تكوينيّة للشّباب وفقرات تنشيطيّة وسينفّذ بالتّعاون مع المؤسّسات التّابعة للحيّ.