الأسعد بن عاشور يكتب:إما الفساد وإما الموت..
مجزرة الرابطة من أبشع صور الفساد لكنها الأكيد ليست صورة الفساد القاتل الوحيدة..
سيموت المزيد منا بسبب صفقة لوالب فاسدة، أو حقنة كورتيكويد مغشوشة حتى تنتفخ جيوب مقاولي الصحة أكثر..
سيموت المزيد منا في حادث طريق بسبب طرق مغشوشة الصنع، ربح مقاولها الصفقة من خلال مدير مرتش..
وسيموت المزيد من أطفالنا بسبب قطع حلوى مسمومة قادمة على دماكس كناتري بعد أن زيّن يد أحد أعوان الحدود..
وستموت الكفاءات أكثر عندما تميز عنهم الحمقى في الترقيات والقبول في العمل فقط لأن لديهم معارف أو مواهب أخرى بعيدة عن الكفاءة المهنية..
وسيموت النزهاء منا عندما يرون سياسي فاسد يعيّن في مجلس أو لجنة لمكافحة الفساد..
الفرق بيننا وبين ولدان الرابطة أنّ الفساد قتلهم بصفة فجئية، أما نحن فموتنا بطيء، نتجرّع خلاله سمّ الفساد في كل ركن من أركان الدولة..
كل المؤشرات الدولية والمحلية تصنفك في مراتب متقدمة كدولة حاضنة للفساد..
ولا تكفي إقالة وزير أو فتح تحقيق حتى تنقذ التونسيين من الموت الفاسد..
ولا تكفي الاستعراضات الفلكلورية والخطابية في منع موت الأبرياء بسبب الفساد..
ولاتستطيع القضاء على الفساد عندما تستعمله ورقة لتصفية خصومك وليس من أجل صالح وطنك وأبناء شعبك..
ليس هناك إرادة سياسية حقيقة في محاربة الفساد والوقاية منه..وليس هناك أصلا ضمير مسؤول حي..
سيموت المزيد منا، ولكم فقط، أن تختاروا إما الموت فجأة أو في بطء.