ثقافة وفنون وتلفزة

الدورة 18 لمهرجان ” 24 ساعة مسرح  دون إنقطاع ” :المســـــرح  و الإعــــلام

لطالما كان الاعلام داعما وشريكا أساسيّا لنجاح الأعمال الفنيّة المسرحيّة مؤسسا بذلك لعلاقة عضويّة بين الفنّ الرابع والسلطة الرابعة : علاقة يغلب عليها التصالح والاٍنسجام، فقد عرفنا وتعرّفنا على الكثير من الأعمال المسرحية وعلى ثلّة هامة من المسرحيين والمخرجين والنقاد على شاشات التلفزيون وعلى صفحات الجرائد والمجلّات والتي احتوت أيضا على العديد من الدراسات المختصّة في هذا المجال .

وبالتالي لا يمكن للمسرح أن يكون بمعزل عن وسائل الاٍعلام باعتباره وسيلة تواصل هامة مع الجمهور من خلال الحملات الاٍعلامية والدعائيّة، فكان لا بد من تطويع تقنياته الهامة للاستفادة منها في الأعمال المسرحية، فالإعلام آداة المسرح الكبير في الاٍنتشار .

اٍلا أن هذه العلاقة قد يشوبها  في بعض الأحيان شيء من اللبس والتوتّر حينما تخضع لمنطق التوجيه وأحيانا كثيرة لمنطق التأثير والتأثّر بينما الأصل أن تكون العلاقة تصالحيّة منسجمة، فالإعلام عليه أن يستوعب المادّة المسرحية ويحترم خصوصية هذا القطاع ويواكب تطوّراته ليكون داعما وشريكا في نجاحه .

وقد اهتمت وسائل الاٍعلام بالمسرح منذ نشأته بتونس منذ أواسط القرن 19 وكان أوّل مقال نشر بالرائد الرسمي التونسي حول تقديم عروض بالمسرح البلدي يحضرها الباي . وواصلت الجرائد الاهتمام بالمسرح من خلال الاعلانات والتعاليق والنقد وأصبحت تفرد له فقرات وصفحات خاصة واهتمّ به نقاد مختصّون مثل حسن الجزيري ومحمود بورقيبة ونورالدين بوسنينة وغيرهم واختصت فيما بعد مجلاّت بالمسرح وذلك منذ الثلاثينات . وأصبح المسرح من أهم مواضيع الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي من خلال  دعوة المبدعين من كتاب وممثلين وتقنيين خصوصا و ببث المسرحيّات التونسية وكانت فترة الستّينات منذ القرن الماضي فترة تلاقي النشاط الحثيث للفرقة البلدية ولعلي بن عياد وكذلك للتسجيل الاٍذاعي والتلفزي لهذه المسرحيات وذلك منذ بداية التلفزيون بتونس سنة 1966.

وتواصل هذا الاهتمام خاصّة مع ظهور وسائل الاعلام الحديثة أي الوسائل الاٍفتراضية وكل الوسائل الاتصالية التي استغلّها  المسرحيون للدعاية لعروضهم ولنشر محتوى المسرحيات ، حيث أصبح الاعلام الرقمي جزءا مهما من منظومة الإعلام عامة باعتبار دوره الهام في نجاح الأعمال الفنية والمسرحية ، كما تعددت وسائل الاعلام الرقمي منها المواقع الالكترونيّة التي تهتمّ بالمسرح وقد اصبح هذا المجال يطرح عديد الإشكاليات بما أنه فضاء مفتوح وغير مقنّن مما يسمح لجيل متعجّل فنيا على مستوى الاٍبداع والنقد والإخراج او لمجرد التواجد على الصفحات الالكترونية وهو بلا تجارب وهو ما يطرح على القائمين بالشأنين المسرحي والإعلامي إيجاد حلول كفيلة للحد من هذه الظاهرة السلبية والسماح للمسرح من الاستفادة من التقنيات التكنولوجية والمعلوماتية المتطوّرة وحمايته في نفس الوقت من الدخلاء

وبناء على ما تقدّم فانّ الاعلام قد ساهم في تطوير النقد المسرحي الى جانب الدعاية للأعمال المسرحيّة .

اٍن تناول هذا الموضوع يطرح الاجابة على التساؤلات التاليّة:

    كيف تساهم وسائل الاعلام المكتوبة في التعريف بالمسرح ؟ .

    هل تساعد وسائل الاعلام المرئية على تنمية التذوّق الفني والمسرحي ؟.

    ما هو دور وسائل الاعلام في تطوير النقد المسرحي ؟ هل هو الواسطة المثلى ؟ .

    هل الاٍعلام عنصر هام في منظومة التسويق ؟ وكيف ؟

    كيف يعمل المسرح والاعلام من أجل تحقيق هدف موحّد وكيف يكونان في نفس الخندق ؟.

يحاضر في الندوة ثلة من الباحثين والدارسين  من تونس ومن الخارج  وهم السّادة :

*  الدكتور محمد مسعود ادريس (تونس)

*  الدكتور عبد الحليم المسعودي (تونس)

*   Gilles Costaz   (فرنسا)

  *  الدكتور أحسن ثليلاني (الجزائر )

   * الأستاذ أحمد سعد ابراهيم ( مصر )

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى