كفرناحوم لنادين لبكي:واقع اللاجئين في أبشع صورة
كفرناحوم فيلم وصفته لبكي بالخراب والتهميش ،فيلم يدمي القلب ،يحاكي قصص وواقع من
يعيشون على الهامش وسط مجتمعاتهم
،يحاكي واقع اللاجئين وظروف معيشتهم القاسية
يحاكي قصة فتى صغير “زين” عاش التشرد والحرمان بعد هروبه من سوريا إلى لبنان ليجد نفسه بطل فيلم يسرد قصة حياته وما صدم به من ألم وحرمان وفقر وخصاصة ، فيلم يحاكي مأساة العديد من العائلات داخل الوطن العربي في ظل تهميش ولامبالاة أصحاب القرار ،في ظل أنظمة تهتم بمن هم فوق ولاتبالي بمن هم تحت ..
فيلم يحاكي آفة الاستهتار بالحياة والامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية عند بعض الأسر العربية في علاقة بانجاب الأطفال وكيفية
تربيتهم فضلا على معاناة الاجئين الذين لا يملكون وثائق رسمية تثبت هويتهم مما جعلهم عرضة للمتاجرة بهم
فيلم يحاكي مساوء زواج القاصرات بسبب اختيارات فرضها الواقع المعيشي الصعب لبعض العائلات وبسبب الامبالاة والطمع وضيق الحال …
الفيلم تحصل على الجائزة الاولى بمهرجان كان السينمائي سنة 2018 بفريق عمل مميز وبمجموعة من الممثلين الهواة قاموا بأدوار لامسوها وتعايشوا معها في حياتهم في أول تجربة تمثيلية دون مشاركة ممثلين محترفين وهذا يحسب لفريق العمل في سابقة يمكن النهج على منوالها من أجل صورة ابداعية حقيقية نابعة من تجارب ومن شعور بالألم والحرمان …
من النتائج الايجابية بعد الفيلم ،زين الطفل السوري اللاجئ بلبنان تحصل على الموافقة باللجوء إلى النرويج …
لكن حسب رأيي المتواضع بدا لي أن المخرجة نادين لبكي و كامل فريق العمل اطنبوا في تصوير الفقراء على أنهم ، هم الأقبح والأكثر شرا وتجاوزات في علاقة بقيمهم وسلوكياتهم وأخلاقهم في التعامل مع الغير وفيما بينهم احيانا .
كما ان نادين لبكي لم تنسب الأشياء واقتصرت على جانب وحيد متمثل في أن مآسي الفقراء وواقع معيشتهم هم المتسببون فيه باستهتارهم وبعدم تحليهم بالمسؤولية ،من كثرة الانجاب وركونهم للبطالة .. الخ ونسيت أو تناست أنهم ضحية أنظمة سياسية عربية رأسمالية ينخرها الفساد .
أمير السعداوي