الوطنية

ب 119 سنة : الحاجة ساسية أكبر معمرة في تونس /صور

 كتب الإعلامي بإذاعة قفصة رياض دبوبي

على بعد 20 كلم من مدينة قفصة طريق صفاقس و في سفوح جبال عرباطة منطقة باطن العيش-أولاد تليجان  أين إلتقينا بأكبر معمرة في تونس تجاوزت ال119 سنة الحاجة ‘ساسية بنت محمد روابح’ المولودة بتاريخ 15 جوان 1900 المدون ببطاقة تعريفها الوطنية ويقال أنها ولدت قبل هذا التاريخ نظرا للتأخر في عملية تسجيلها ، إستقبلتنا بإبتسامتها وصوتها الخافت و ترحاب أهل الكرم والجود و تجاعيد وجهها ويديها المنقوشة فيهما وشم أخضر شاهد على عراقة المنطقة و عظمة هذه المرأة المناضلة وحبها لتونس التي عايشت أهم مراحلها خاصة فترة البايات الحسينيين أثناء الحماية الفرنسية ،

وتقول إبنتها “إنها بصحة جيدة لولا سمعها الضعيف و قلة حركتها في المنزل و تتمتع بذاكرة قوية وغذاؤها يعتمد على التمر و “البيض العربي” و زيت الزيتون والزميطة واللبن و الأكلات التقليدية.

 حدثتنا الحاجة ساسية عن إنتفاضة الثوار زمن الإستعمار الفرنسي و التي شارك فيها مع المقاوين زوجها “محمد بن يونس بن سالم” الذين دافعوا على الوطن مع المناضل المشهور الأزهر الشرايطي الذي كان أول من كوّن خلية مسلحة في تونس سنة 1951 لمواجهة الاستعمار، رفقة أحمد التليلي السهيلي بالقاضي ومحمد عمارة الزعبوطي ، الذين قهرو الفرنسيين في عدّة مواقع منها “معركة زلّين” في أبة قصور سنة 1952 و”معركة السلوم” في نفس السنة، و”معركة سيدي عيش” الأولى يوم 18 سبتمبر 1954 و”معركة الرديف” في أكتوبر من نفس السنة و“معركة سيدي عيش” الثانية يومي 20 و21 نوفمبر 1954 حيث قتل فيها مئات الفرنسيين، واستشهد فيها 25 مناضلا. وهو ما جعل أحد الشعراء يكتب عنه:

     إيه الأزهر ولى دولة حاكملهم على عرباط

     حاروا ما قدوا يمشوا له وعنده نسخة من السادات

 و بكل إعتزاز وفخر وحسرة تحدثت عن والدها الذي تم أسره وتعرض أفراد من عائلتها للتعذيب من طرف المستعمر الفرنسي ،

و نظرا للظروف الصعبة وعديد النقائص التي تعيشها منطقة أولاد تليجان وعدم توفرها لأبرز مقومات العيش الكريم طالبت الحاجة ساسية السلط الجهوية الإهتمام بالمنطقة و تحسينها و توفير مسكن لائق ومنحة لعائلتها مثلما زاروها ووعدوها سابقا .

 ماشـــــــــــــــــــــــاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى