مفاهيم خاطئة عن حقنة تخدير الظهر قبل الولادة
أصعب ما في الولادة الطبيعية مرحلة الطلق، وأسوأ ما في القيصرية أن الأم لا تشاهد طفلها وتحضنه فور خروجه من الرحم، لذا يتجه الأطباء مؤخراً إلى الولادة بدون ألم عن طريق حقنة تخدير الظهر أو “الإبيديورال”.
وينصح الدكتور حسن جعفر، أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية الطب القصر العيني بالقاهرة، بحقنة الإبيديورال لتخفيف آلام المخاض، إلا إذا كانت تعاني السيدة من بعض المشاكل في الظهر كالانزلاق الغضروفي أو لديها مسمار في الظهر، أو تعاني من ضيق في الفقرات، أو نصحها طبيب العظام بتجنب “الإبيديورال” طبقاً لحالتها الصحية، أو إذا كانت تعاني من السيولة في الدم. مفاهيم خاطئة ويوضح جعفر أنه من المفاهيم الخاطئة الشائعة عن حقنة الإبيديورال أنها تحقن مباشرة في منطقة النخاع الشوكي ولكن الحقيقة أنها تحقن في منطقة بالظهر تسمى ما فوق الأم الجافية، وتستغرق من 10 إلى 20 دقيقة حتى يبدأ مفعولها بعد الحقن.
وأضاف أن هناك مدارس طبية لا تحقن الأم بحقنة الظهر إلا وقت الولادة الفعلية مع تقارب انقباضات الرحم (الطلق) وزيادة قوتها، وهناك مدراس أخرى تحقن الأم بالإبيديورال بمجرد دخولها المستشفى وبدء “الطلق” وهي الأكثر شيوعاً.
وفي كل الأحوال فإن طبيب الولادة هو من يحدد إذا كانت السيدة مسموحاً لها أن تأخذ حقنة “الإبيديورال” أو لا وذلك بالاستشارة مع طبيب التخدير، بعد التأكد من سلامة ظهرها ومعرفة تاريخه المرضي. كيف تعمل الإبيديورال؟ يفيد جعفر بأنه يتم الحقن بإبرة أو قسطرة رفيعة جداً في منطقة ما فوق الأم الجافية من خلالها يتم مد جسم الأم بجرعات مسكنة تجعل الجسم لا يشعر بأي ألم تماماً خلال فترة الولادة.
في أغلب الحالات الشائعة يتم حقن الأم بالإبيديورال بداية من دخولها المستشفى وهذا يجعلها لا تشعر بألم حتى انتهاء عملية الولادة، مع شعورها بانقباضات الرحم والمدة الزمنية الفارقة بين الطلقة والأخرى، وهذا يساعدها على تقبل فكرة الطلق لمدة 6 أو 8 ساعات بدون أن تشعر بألم شديد يجعلها تطلب الولادة القيصرية حتى تتخلص منه.
ويضيف “تستخدم الإبيديورال أيضاً في الولادة القيصرية، فالتخدير في القيصرية له ثلاثة أنواع: كلي، ونصفي عن طريق الإسباينال أو نصفي باستخدام الإبيديورال”.
وتتميز الإبيديورال عن التخدير النصفي العادي (الإسباينال) بأن الثاني لا يستمر مفعوله أكثر من 4 ساعات، لأنه يحقن مرة واحدة فقط، ولكن الإيبديورال من الممكن أن يستمر مفعوله مع المريضة لمدة 24 أو 48 ساعة وهي أكثر فترة تشعر فيها الأم بالألم؛ حيث يتم خلال تلك الفترة تزويد جرعات مسكنة مخففة عن طريق القسطرة التي تمر تركيبها سابقاً.
الأعراض الجانبية يؤكد أستاذ أمراض النساء والتوليد أن أي إجراء طبي مهما كان بسيط له أعراض جانبية، وتتلخص أعراض الإبيديورال في ألم في الظهر قد يقصر لمدة أيام أو يطول لمدة 3 أو 6 شهور في بعض الحالات، ولكنها لا تؤدي مطلقاً إلى مضاعفات خطيرة مثل الشلل الذي يشاع عن الحقنة كعرض جانبي، فأنا لم أسمع عنه إطلاقاً خلال فترة عملي 18 عاماً في أمراض النساء والتوليد. كان الدكتور حسن جعفر أطلق مؤخراً مبادرة إلكترونية لتوعية المرأة بأمراض النساء في إطار حملة “نساء أذكياء.. أطفال أصحاء”، مؤكداً أن حملته جاءت من منطلق شعوره كطبيب بالمسؤولية الاجتماعية، فكم من النساء لا يتسع وقت زيارتهن للطبيب للإجابة عن جميع أسئلتهن والتوعية بأمراض النساء التي لا تقتصر على متابعة الحمل فقط.