الناقد السينمائي المصري رامي المتولي للتونسية : هند صبري مصرية ولا أريد رؤية محمد رجب مجددا بالسينما المصرية
حوار:أيمن قريسة
كان لموقع التونسية نات حوارا خاصاا مع الناقد السينمائي المعروف رامي المتولي تطرقنا فيه الى العديد من المواضيع التي تخص الشأن التونسي كدور عائشة بن احمد في مسلسل نسر الصعيد ورأيه في مهرجان قرطاج السينمائي ورأيه في الممثلة التونسية هند صبري وبعض الفنانين كظافر العابدين كما ابدى لنا رأيه الخاص في بعض الفنانين المصريين ..
_الناقد السينمائي والفني رامي المتولي لو تعرف بنفسك لقراء التونسية نات
ناقد سينمائى مصرى متخصص في السينما والمسلسلات الأمريكية
_ كناقد سينمائي ماهو رأيك في عايشة بن احمد التي أخذت البطولة بمسلسل نسر الصعيد مع الفنان محمد رمضان
لا أستطيع أن أجزم بأنني كونت رأى عن أداء عائشة بن أحمد بشكل قاطع ما زالت الشخصيات التي تقدمها لا تملك مساحة كافية للحكم عليها من وجهة نظرى، حتى الشخصيات التي قدمتها لا توفر المساحة التي يمكن من خلالها الحكم على استغلالها أدواتها كممثلة، لأن في المجمل رأيي في مسلسل “نسر الصعيد” سلبى، فالعمل لا يمكن تقييمه إلا بالمتوسط فنيًا على أفضل تقدير، مشاكل بالجملة في رسم الشخصيات والدراما داخل العمل، لذلك أي محاولة للحكم على ممثل داخل هذا العمل بشكل عام استنادًا على أداءه فيه فقط هو ظلم كبير خاصة وانها لم تحظى بفرص حصلت عليها ممثلات أخريات من مصر وخارجها، لذلك أرى أن عائشة فيما قدمته جيد حسب الحدود التي وضعت ورسمت للشخصيات، بالتأكيد أتمنى أن تزيد هذه المساحة ويتنوع إنتاجها لأن إكتشاف ممثل أو ممثلة بارعين هو أمر ليس بالهين.
3_ رامي المتولي انت حضرت مهرجان الجونة ومهرجان القاهرة الدولي فما الفرق حسب رأيك وهل كثرة المهرجانات ينمّي السينما بمصر ؟
هناك إختلاف كبير بين كلا المهرجانين سواء في طبيعة كلا منهما أو توجهه، مهرجان القاهرة هو مهرجان عريق يعمل تحت مظلة الاتحاد الدولى للمنتجين وهو واحد من 15 مهرجان دولى في العالم يمنحهم الإتحاد هذه الصفة إلى جانب مهرجانات أخرى كبيرة مثل مهرجان كان، برلين، كارلو فيفارى، لوكارنو، وغيرها، أفلام المسابقة الرسمية في مهرجان القاهرة لا يمكن أن تكون أحد الأفلام المشاركة في مهرجان من ال 14 الآخرين وعليه التعامل مع هذا المهرجان وتفاصيله وبرامجه الموازية يختلف تمامًا عن اى مهرجان مصري آخر، فهو أشبه بالمهرجان الرسمي الأكبر والأضخم والأهم في الدولة ويستمد قوته مما يعرضه من أفلام و برامج موازية واهتمام وأيضًا من العاملين فيه الذين يعتبرون من أهم الأسماء في المجال.
أما مهرجان الجونة فمختلف هو مهرجان سينمائى يملك حرية أكبر في اختيار الأفلام، تمويله أكبر وبالتالي مسألة جلب الأفلام والضيوف ليست مشكلة كبيرة بالنسبة له طالما في حدود ميزانيته بالطبع والأهم انه مهرجان خاص يشرف عليه رجال أعمال لا يتلقون دعم مادى من الدولة، مهرجان جيد تنظيميًا إختياراته السينمائية على مستوى عالى، رئيسه عراقى ومديره الفني مصري يقام في مدينة الجونة مما يجعل له بعدًا سياحيًا وتروجيًا لمدينة الجونة ومحافظة الغردقة ومصر، التركيبة هنا مختلفة ومجرد المقارنة بينهم غير جائزة ولو سئلت عن أهم مهرجان في مصر ساجيب القاهرة والجونة والإسماعيلية وهم في مرتبة واحدة من حيث الأهمية لإختلاف طبيعة وشكل كلا منهما.
بالنسبة لإثراء الحركة السينمائية بكثرة المهرجانات، فيحكم هذا في رأيي شرط وحيد هو طبيعة المهرجان وشكله، بالتأكيد أن يكون هناك مهرجان للأفلام القصيرة فهو شيء جيد ومطلوب لكن أن يقام مهرجانين لنفس الغرض بلا اى سبب ومناسبة ويحصل كلاهما على الدعم فهو ما يقلل من الحركة لا ينميها، نحتاج في مصر لمهرجانات كثيرة تغطى كافة التفاصيل والأشكال لكننا نحتاج أيضًا لعروض مستمرة في المحافظات البعيدة وتنظيم فعاليات فنية موجهه خصيصًا لم يحتاجها في أوقات متعددة بالسنة بشكل غير مرتبط بالمهرجانات.
رامي المتولي رأيك في حمو بيكا ومجدي شطة وفناني المهرجانات ؟
ظاهرة مثلها مثل اى ظاهرة، في رأيى لن يكتب لها الاستمرار فهناك فارق كبير بين الأغانى الشعبية في صورتها القديمة والتي كانت تعبر عن المناطق الجغرافية في مصر من الدلتا والنوبة وخط القناة والصعيد وبين الأغانى الشعبية التي خرجت من القاهرة في فترة لاحقة منذ سبعينيات القرن الماضى، عدوية ما زال حاضرًا والتعاطى مع ما يقدمه عبد الباسط حمودة أو محمود الليثى قائم، لكن المهرجانات بالنسبة لى هي هجين يعبر عن حالة ارفضها بشكل شخصى وانفر من ثقافتها المزدوجة التي تتغنى بقيم تالفة تمجد في الذكورية وتدين المرأة وتحفز وتحرض على المختلفين باحكام أخلاقية، لكن ليس معنى هذا أن أطالب بمنعها او حجبها او التعامل معها بشكل قانونى، ففي النهاية ينظر حمو بيكا ومجدى شطة لأنفسهم بأنهم فنانون لهم جمهور كبير بمعنى أن الدائرة هنا مغلقة هناك منتج لة من يقدمه ومن يتذوقه وبالتالي التعامل معه من هذا المنطلق يتيح أن ينتج آخرون فنًا بشكل مختلف والغلبة لمن يستمر في النهاية.5_ هل ترى تطورا في قطاع السينما بعد اكتساح السبكي للانتاج بمصر ؟
لولا السبكى لما أستمرت الصناعة بمصر في فترة عصيبة وحديثى عن أيا من الأخوين بخلاف ان أبنائهم يعملون في أكثر من فرع فنى ولا يمكن إنكار انهم دفعوا الصناعة وقدموا لها وما زالوا عائلة السبكى تعتبر عائلة فنية باقتدار تستحق الحديث عنها من هذا المنطلق، وعليه مع اعتبار وجود اكثر من سبكى في الصناعة فهناك اختلافات في التوجهات وطبيعة الأعمال المقدمة كمجمل أرى انها تجربة ثرية على مستوى الصناعة بشقيها الفني والتجارى، لو المقصود الحديث عن أفلام الخلطة السبكية والإشارة لتدنى مستواها الفني فهنا يجب لفت النظر لضعف الإنتاج السينمائى المصرى من حيث عدد الأفلام فى مقابل التنوع، بمعنى أن السبكى ظاهر بأفلامه لأنه من القلائل الذين يقومون بعملهم وينتجون أفلام، آخرون أبتعدوا وهذا من حقهم، لكن شكل الفيلم الذى يقدمه السبكى موجود في مصر منذ ظهور صناعة السينما فيها، هناك مئات الأفلام فى تاريخنا لا تعتمد على سيناريو وجودة في ظهور العناصر الفنية بل تُصنع بناء على كوميديا الفارص بميزانيات قليلة وموجهه للجمهور في شباك التذاكر للحصول على ثمن التذكرة من خلال تقديم وجبة كوميدية مضمونة النجاح وبالتالي سرعة في دورة رأس المال ومن ثم إنتاج فيلم آخر من نفس الشاكله أو استغلال جزء من الأرباح في إنتاج أفلام عناصرها الفنية أكثر جودة وتميل أكثر
_بصفتك ناقد فني ماالذي ينقص تونس تحديدا حتى تصبح كمصر في مجال الفن السينمائي ؟
لو بحثنا فى اى دولة عربية خاصة الأفريقية سنجد أن صناعة الأفلام راسخة فيها بحكم انها دول حضارات عريقة تعاطت مع الفن منذ مراحل مبكرة فى التاريخ وتطورت بتطوره، لكن ما ينقصنا فى رأيي هو التنظيم والاستعانة بالخبرات الأجنبية لتكوين خبرات حديثة نستطيع تطويعها فى الصناعة، الأسهل الآن هو صناعة فيلم كوميدي فارص، أين افلام الخيال العلمى، أشير هنا إلى أن العديد من فرق عمل الأفلام الاجنبية تلجأ لدول عربية حتى تصور افلام الخيال العلمى الخاصة بها، إذن نحن نملك الكوادر الموهوبة والأماكن مناسبة للتصوير ينقصنا التطوير والتنظيم، نفس الحال ينطبق على الأفلام الحربية وانواع اخرى تتطلب خبرات متراكمة لصناعتها.
_ ماذا تابعت من الافلام التونسية بمهرجان قرطاج وماهو اكثر فيلم شد انتباهك ؟
مع الأسف لم أحضر فعاليات مهرجان قرطاج واتمنى بالفعل حضوره لأنه بلا مبالغة من أهم وأبرز المهرجانات فى المنطقة وزيارته والاحتكاك الفنى والثقافى الذى يمثله والتى استشفه بعد عودة الأصدقاء من النقاد بعد حضور فعالياته من خلال أحاديثهم ملفت، ما شاهدته من أفلام تونسية هو ما عرض فى المهرجانات المصرية الجونة والقاهرة، وأقصد فيلمى “ولدى” و”فتوى” الأول لم اتفاعل سوى مع أداء بطلة محمد ظريف التمثيلى الأكثر من جيد وهو العنصر الوحيد المتفوق فى الفيلم من وجهة نظرى هناك مشاكل كثيرة فى الدراما والتفاعل بين الشخصيات ولم يتحكم مخرجه محمد بن عطية فى أداء باقى الممثلين ليتساوى مع أداء ظريف الملفت، على عكس الفيلم الثانى الذى كان أكثر جودة وانضباط واهمية على مستوى الموضوع وأداء الممثلين خاصة محمد الحفيان وسارة حناشى، تعامل مخرجه محمود بن محمود مع الفيلم كان جيدًا وهو بالنسبة لى أفضل الأفلام التونسية التى شاهدتها هذا العام، وبالطبع شاهدت أفلام أخرى أذكر منها الفيلم القصير المتميز “بطيخ الشيخ”
8_ رأيك في دخول عديد الفنانين العرب لمصر للتمثيل والاستقرار بها ؟
أهلاً وسهلاً بالمواهب من اى دولة ايا كانت فى النهاية اى فنان يفخر بانتمائه لبلده لكن فى الحقيقة إنجازه وتفوقه لاسمه، لا نفرق هنا بين جنسية وأخرى وفكرة التعاون ليخرج العمل بأفضل شكل ممكن هو الهدف اسماء كثيرة يفخر اى مصرى بكونها تنتمى لدول مجاورة يتشاركون نفس المساحة الجغرافية هند صبرى وتميم عبده خير نماذج على ذلك ومعهم ظافر العابدين واتمنى مساحات أكبر تتسع لعائشة بن أحمد وسارة حناشى التى أظن أن موهبتها بحجمها الحقيقى تنتظر الظهور.
هل ينقص هذا الاكتساح فرصة العمل للممثل المصري ؟
لا أظن، الموهبة تسيطر وتظهر المشكلة الحقيقة فى الفرص المتاحة والتى تتناقص بتناقص الإنتاج وهو ما يؤثر على الممثلين جميعًا موهوبين أو لا مصريين أو من دول شقيقة.
_ نلاحظ اكتساح ظافر العابدين لعنصر البطولة في جميع المواقع والصحف ومنها الافلام والاعلانات فهل ذلك ناتج لغياب منافس له بمصر ام ماذا ؟
لا اعتقد أن هذا السبب ولا أظن أن المعادل أو المنافس له فى مصر غير موجود على العكس توجد أسماء اخرى مصرية تلعب فى نفس المساحة، لكن الاكتساح والجماهيرية عمومًا ترجع للقبول، وهى ملكة لا يتحكم بها المخرج قد يتواجد ممثلين -مصريين أو توانسه- يملكون موهبة طاغية ولكن درجة القبول والكاريزما أقل وبالتالى لا يحظون بنفس الألق والانتشار، ظافر ذكى ويعرف جيدًا حدود السوق ومتطلباته وهى صفات لا يمكن الاستهانة بها لانها تغير من ترتيب وقرب الممثل بشكل عام من الجمهور.
_ هل تعتبر هند صبري تونسية ام مصرية بعد هاته العشرة بينكم ؟
تونس كدولة لها رصيد من المحبة كبير فى قلوب المصريين عمومًا، بالنسبة لى هند مصرية مثلى وتونسية كما أرغب أنا أن أكون، أرى هند ممثلة ناجحة جدًا ومثقفة تجيد أختيار دورها سيدة جذابة ونموذج ناجح جدًا يحتذى به لأى شخص.
_ من هو الممثل او الممثلة الذي لا تريد رأيته مجددا في الافلام المصرية؟
أسماء متعددة والسبب هو ضعف امكانياتهم كممثلين واستمرارهم فى تقديم الفشل تلو الآخر، يوسف الشريف على الرغم من شهرته إلا أنه واحد من هذه الأسماء، ومحمد رجب نفس الشىء وزكى فطين عبد الوهاب وآخرين ما لم يحاولون جميعًأ تطوير أنفسهم والخروج من المساحة الضيقة المحصورين فيها فلا ارغب فى رؤيتهم على الشاشة مرة أخرى.
_ لو تحدثنا على علاقة الحب مع زوجتك التي ترافقك في كل تنقلاتك المهنية؟
إيمان قبل الحب والزواج هى صحفية وكاتبة عمود تشغل منصب رئيس قسم الفن فى جريدة مطبوعة، لذلك يبدو الأمر جيدًا لأننا قريبان من حيث الميول وعملنا فى نفس المجال على الإختلاف الطفيف بكونها صحافية وكونى ناقد إلا أن هذا يمثل فرصه جيدة جدًا لمشاركة الاهتمامات معًا، السينما هى ما جمعتنا فى البداية لفتت نظرى فى أحد عروض أفلام دورة سابقة من مهرجان القاهرة ولفت نظرها بعد مقال كتبته عن أحد الأفلام واقتربنا بسرعة لنصبح ما نحن عليه الآن.
_ كلمة اخيرة للفنانين التوانسة والشعب التونسي
أتابع بكل فخر التطورات التى تحرزها تونس خطوة بخطوة فى مجال الحريات والتحرر من القوالب المصنوعة المزيفة التى تحد من التطور والانطلاق وأتمنى أن تسرع الوتيرة فى مصر لنصل إلى نفس النتائج فى وقت قصير، واتمنى أن تُنظم فعاليات بشكل دورى لعرض الأفلام التونسية فى مصر مثلا تتولى السفارة التونسية فى مصر مهمة تنظيم عروض لإفلام قصيرة وطويلة فى مصر والعكس خاصة وأن هناك مشكلة فى عرض الفيلم المغاربى فى مصر تجاريًا ولا تحظى كل الأفلام بهذه الفرصه لذلك العروض المتخصصة ستكون الوسيلة لانتشار الأفلام فى مصر وبالتالى تفاعل وتشابك ثقافى أكبر.