المنيهلة تستقبل عرض “وقت الجبال تغني ” احتفاء بذكرى الثورة : حين يتحدى رعاة الجبل الإرهاب بالفن
لم تمنع برودة الطقس اطفال و شباب المنيهلة من ولاية اريانة من المشاركة في الإحتفالات بذكرى الثورة يوم أمس السبت 12 جانفي 2019 حيث حظيت الانشطة الثقافية و الترفيهية التي نظمتها المندوبية الجهوية بأريانة بمشاركة كل من بلدية و معتمدية المنيلهة و أمنتها الوحدات الأمنية اقبالا كبيرا من قبل ابناء الجهة و كان لعرض “وقت الجبال تغني” التميز
العروض حظيت بمتابعة كبيرة من قبل ابناء الجهة كما حضر المعتمد الأول بالولاية و المندوبة الجهوية للثقافة سميرة عموري و النائب بمجلس نواب الشعب الصحبي عتيق .
و تحسبا لأي تغيرات جوية قد تفسد الأجواء الاحتفالية ركزت لجنة التنظيم التابعة للمندوبية الجهوية بأريانة خياما في ساحة معتمدية المنيهلة لاستقبال الجمهور في احسن الظروف و انطلقت الإحتفالات منذ الصباح بمجموعة من الأنشطة الموجهة للاطفال ، ورشات متنوعة من بينها ورشة الحكواتي إشراف”شادية كمون” و ورشة الخط العربي تأطير “زبير الحنافي” و ورشة رسم علم أشرفت عليها “زينب المرايحي” و ورشة الرسم و البراعات اليدوية تأطير كل من “ربح العميري” و “منيرة الشعيبي” كما صاحب الورشات التي شارك فيها عدد كبير من الأطفال استعراض للوحات لنادي الرقص العصري بدار الثقافة المنيهلة تحت إشراف “إيناس الولهازي”. إضافة إلى عرض الفرقة النحاسية بقلعة الأندلس كما حظي الكتاب بالاهتمام في احتفالية المنيهلة من خلال عرض أهم الإصدارات المتعلقة بالثورة تقديم سناء الجابري وأيمن الوسلاتي.
الفضاء الذي انتظمت فيه الإحتفالية بدى في أبهى حلة زين بسجاد هو من تراث جهة الشمال الغربي و اشتهرت به ولاية القصرين خاصة تنسجه النساء و يُعد من بين موارد الرزق في الجهة. القصرين لم تكن حاضرة فقط بما حيكت نساءها و انما كان حضورها الكبير من خلال عرض وقت الجبال تغني لعدنان الهلالي الذي واكبه و استمتع به جمهور غفير لثرائه و تنوعه، غناء و رقص و موسيقى مختلفة خطفت الأنظار و ارتحلت على ايقاعها الأذهان الى تلك الجبال اين يعيش الأهالي في مواجهة يومية مع الإرهاب و يروي العرض وجع الجبل و صموده و يهدف بالأساس حسب صاحبه إلى التأريخ للحالة المؤلمة التي تعيشها جبال القصرين جراء الإرهاب، والإحتفاء بالحياة على سفوحها وهضابها تحديا لرافعي شعار الظلام والموت.
و “وقت الجبال تغني ” هو عرض ملحمي يجمع قرابة ال40 فنانا من سكان جبل سمامة أغلبهم رعاة موهوبون ومبدعون أرادوا الاحتفاء بانتصار أهالي الجبال للوطن مبرزين صمودهم في وجه الظلاميين ومحبي الموت وتحديهم للإرهاب الذي استوطن جبالهم و التأريخ لهذه المرحلة المهمّة في حياة سكان الجبال . و يرتكز العرض بالاساس على الأغاني والأهازيج الجبلية و ” القصبة ” و ” الطبال ” و البندير.
و شارك العرض مجموعة أصوات سمّامة باشراف الفنّانين عبد الدايم الهلالي ومحرز العبيدي ومجموعة الرقص “غار بويز” او شباب المغارة وهم اطفال وشبان يرقصون البريك دانس في مغاور الجبل .
عرض وقت الجبال تغني ” تفاعل معه الجمهور الذي واكبه فغنى ورقص وصفق وتأثر بكلمات الأغاني التي وصفت حالة الوجع والفقر و الحرمان التي يعيشها أهالي الجبال منذ سنين … انتهى عرض “وقت الجبال تغني ” لكن لم و لن ينته صمود أهالي الجبال في مواجهتهم للإرهاب و تشبثهم بأراضيهم رغم ما يحيط بهم من آلام لكن يبقى الأمل قائما …