في كتاب “نار ودمار” من ترجمة أستاذة الأدب الانجليزي الدكتورة فاطمة الزهراء يسن نجيب ساويرس يتحدث للمرة الأولى عن إمكانية صعود رجل أعمال إلى منصب الرئيس في مصر.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب :نرجسى وديكتاتوري ولا يستشير أقرب معاونيه.
رسم رجل الأعمال المصري المعروف نجيب ساويرس , صورة قاتمة لعملية صنع القرار داخل الإدارة الأمريكية, في عهد رئيسها الحالي دونالد ترامب.
وفى أول مقدمة يكبتها ساويرس للمرة الأولى من نوعها, بقلمه لكتاب جديد, يرى ساويرس أن ” ترامب غير ديموقراطى على الإطلاق في الطريقة التي يتخذ بها قراراته”.
الكتاب الذي ترجمته الدكتورة فاطمة الزهراء يسن , ويحمل عنوان “نار ودمار” للمؤلف الأمريكي مايكل وولف, يسرد كواليس بيت ترامب الأبيض ويقدم صورة كاملة التفاصيل المذهلة ترامب الذي يدير الأمور في واشنطون بطريقة مغايرة تماما لما اعتادها الشعب الأمريكي.
من وجهة نظر ساويرس فان ترامب هو شخص ديكتاتوري ونرجسي النزعة, لا يستشير مستشاريه في القرارات التي يتخذها.
يقول ساويرس في مقدمة الكتاب الذي بدأت مؤسسة الأهرام الصحفية العريقة في توزيعه, أن “ترامب شخص غير مطلع على التاريخ ويميل إلى السطحية في معالجته للأمور, علاوة على انه لا يميل إلي استشارةً معاونيه ويفضل أن يقرر بنفسه دون استشارة أحد”.
وينتقد طريقته في “التعامل مع الإعلام بعداوة غير عادية” , بالاضافة إلى استخدامه لموقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” كمنصة للهجوم على من يختلف مهم, مع شخصنة غير عادية ومعالجة طفولية تثير الضحك والسخرية في آن واحد .
ويرى ساويرس أيضا أن لا أحد ربما كان قد توقع وصول رجل أعمال مثل دونالد ترامب إلى مقعد الرئاسة للولايات المتحدة الأمريكية, وأنه حتى ترامب نفسه لم يكن ليتوقع حدوث ذلك.
لكن هل بالإمكان تكرار تجربة ترامب في حكم مصر واستنساخها ؟ يجيب ساويرس هنا بالنفي على هذا السؤال المحوري الذي طرحه كتاب ” نار ودمار” للمترجمة فاطمة الزهراء يسن أستاذة الأدب الانجليزي والترجمة في الجامعات المصرية, بشكل غير متعمد , لكن المقارنة كانت حاضرة في صفحات الكتاب المكون من 22 فصلا ويبلغ عدد صفحاته 318 صفحة.
في المقدمة , يسرد ساويرس الأسباب التى دفعته إلى استبعاد إمكانية وصول رجل أعمال إلى مقعد الرئيس في مصر, وهو يبدو منحازا للترجمة , حيث يوجه دعوة لقراءة الكتاب الذي يعتقد جازما أنه “يستحق القراءة”.
بدورها تقول الدكتورة فاطمة الزهراء يسن مترجمة الكتاب, أنه لم لم يحدث أن اهتم العالم وتحديدا في منطقتنا العربية بكتاب مثلما فعل مع كتاب ” نار ودمار” لمؤلفه الكاتب والصحافي الأمريكي مايكل وولف, الذي يستعرض صورًا هائلة من الانحطاط الثقافي والسياسي والأخلاقي والإيديولوجي غير المسبوق لدى أي رئيس أمريكي عرفه البيت الأبيض على مدى تاريخه , وهو يفعل ذلك في ضوء سبر أغوار من يصورهم لنا ب” هؤلاء الحمقى” من حوله والتعرض لمطامعهم وضغائنهم وصراعاتهم الداخلية وانعدام خبراتهم.
وتضيف” في هذا الكتاب، فإن أمريكا ليست بتلك التي نعرف أو نتصور، فالشيطان الذي يكمُن في تفاصيل البيت الأبيض، يُقدم رواية مغايرة ويأخذنا في رحلة من العصف السياسي والفكري، داخل بيت يقطنه ترامب الذي أتى بعائلته وأصدقائه ومعارفه إلى السُّلطة ووسدهم إلى جانبه مقاعد الحُكم، في مشهدٍ رُبما هو الأول من نوعه في تاريخ الرؤساء الذين تعاقبوا من قبله على منصب الرئيس في الولايات المتحدة.
وفى انتقاد مبطن تقول الدكتورة فاطمة الزهراء يسن, في إشارة إلى أمريكا, ” هاهى الدولة التي تقدم دروسًا يوميّا وبإصرار إلى العالم الآخر، على رفض الخلط بين مفهوم الحُكم، وعملية إدارة السُّلطة، تكسر كل المحرمات التي لو ارتكبها أي حاكمٍ هنا أو هناك لتحمست واشنطن لقيادة العالم الحُر ضده على طريقة، “NOW MEANS NOW“.
الكتاب طبقا لما ترى المترجمة أيضا, “يضع البيت الأبيض في صورة مغايرة تماما لما عهدناه،بل ويُفنّد تمامًا تلك الأسطورة الخرافية، حول فكرة سقطت عمليّا وهي أن في أمريكا تحديدًا مؤسسات راسخة كالفولاذ” .
وهى تتحدث عن ماتصفه بهذا الكم المتعملق من الأحقاد، التناقضات، والهرطقات السياسية في دهاليز الغموض وسراديب الفوضى داخل البيت الأبيض “الترامبيّ”، , لافتة إلى أن القصة هنا لا تتوقف عند حدود المواجهة النارية التي جرت بين مؤلف كتاب ورئيس أكبر دولة عظمى في العالم، ولا في نجاح الأول وإخفاق الثاني في منع نشر الكتاب.
حاولت الدكتورة فاطمة الزهراء يسن في كتابها المترجم “نار ودمار” , كما تقول , الالتزام بروح المؤلف ونَصّ كلماته، لكنها سعت في المقابل لتحويل النص إلى ما يتوافق مع القارئ بالعربية، مع التزام النزاهة والموضوعية.