أيام قرطاج السينمائية: مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة
يشاهد جمهور أيام قرطاج السينمائية من 3 إلى 10 نوفمبر 2018 ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية طويلة 11 شريطا سينمائيا من 10 (كينيا، الكامرون، جمهورية الكونغو الديمقراطية، مدغشقر، السينغال، مصر، المغرب، سوريا، لبنان وتونس ) ويعود في هذه البرمجة، التي تعكس تنوعا وثراء في فن السينما التسجيلية العربية والإفريقية المخرج ومدير التصوير المصري محمد صيام لأيام قرطاج السينمائية وذلك بعد تتويج فيلمه “بلد مين” في الدورة المنقضية بجائزة أفضل صورة..
عن “أمل” المراهقة المتمردة، التي تجد نفسها في مواجهة تغيرات سريعة ومتقلبة في مجتمع مصري محكوم من الرجال ويعيش مرحلة ما بعد الثورة، تدور أحداث فيلم محمد صيام..
وفيلم “أمل” لمحمد صيام المخرج المصري وعضو في لجنة اختيار الأوسكار هو الفصل الثاني في ثلاثية عن الواقع الاجتماعي والسياسي الراهن في مصر.
أمّا المخرجة ماري كليمونس أندريامونتا فتأخذنا إلى مقابلة آخر الشاهدين على فترة “فاهافالو” (أعداء) المدغشقريين الذين انخرطوا ضد النظام الاستعماري الفرنسي سنة 1947 في فيلمها الوثائقي الطويل “فاهافالو، مدغشقر1947” والذي يتحدث أبطاله عن نضالهم من أجل الاستقلال وعن أشهر المقاومة الطويلة في الأدغال.
ويعتبر فيلم “فاهافالو” أول شريط من إخراج ماري كليمونس أندريامونتا، التي أسست سنة 1988 مؤسسة الإنتاج “لاتيري” وأنتجت مجموعة من الأفلام من بينها “الصافرة” و”ادي غازي”.
يغوص ديودو حمادي بدوره في العمق الإفريقي، فبعد “الفتيات ينتظرن”، “صفر تسامح”، “الشهادة الوطنية” المتوج بالتانيت الفضي لأيام قرطاج السينمائية 2014 و”ماما كولونيل” يسجل المخرج الشاب القادم من الكونغو الديمقراطية من جديد حضوره في أيام قرطاج السينمائية بالفيلم الوثائقي الطويل “كينشاسا ماكامبو” عن حكاية ثلاثة كونغوليين يصرون على إقامة انتخابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي الفيلم الكاميروني “le futur dans le rétro” ” تقرر أستاذة جامعية بالولايات المتحدة الأمريكية العودة إلى بلدها فتختلط القصص وتتعدد المنافي.. قصة عن الأمومة، الإخوة والانتماء..هي أيضا رحلة بحث وجودية وقصة عن الصدمة والغياب ومحاولة العودة”…هذا العمل السينمائي هو الفيلم الأحدث للمخرج جون ماري تينو والذي يحمل في رصيده عددا كبيرا من الأفلام الوثائقية والروائية السينمائية والتلفزيونية بعد تجربة تجاوزت 35 سنة من العمل السينمائي.
أمّا المخرج السوري طلال دركي فقد سبق وحصد جائزة أفضل فيلم وثائقي أجنبي في مهرجان صاندايس بشريطه السينمائي “العودة إلى حمص” وفي تجربته الجديدة “آباء وأبناء” التي ستكون حاضرة في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة لأيام قرطاج السينمائية 2018، يكسب طلال دركي – بعد عودته إلى بلده- ثقة عائلة متشددة ويقاسمها العيش مدة سنتين ومن خلال الكاميرا يسلط الضوء على الأطفال عاكسا كيف يكبر الطفل مع أب يحلم بتأسيس دولة الخلافة الإسلامية..
وفي السياق ذاته عن “علاقة الآباء والأبناء”، يناقش المخرج السينغالي الشاب المولع كذلك بالكتابة والفلسفة ألاسان دييغو هذه القضية من منظور مغاير في فيلمه “rencontrer mon père“: “اليوم أًصبحت رجلا مثل أبي، أذهب لمقابلته لأعرف ما الذي يربطه بالخارج لسنوات طويلة دون أن يمدنا بخبر عنه ودون أن يوفر حاجيات أبنائه وزوجته ودون عودة.”
الفيلم الكيني “سيلاس” لهاوا اسومان وانجالي نيار يحتفي بقوة الناس ويحذرهم من قوّة السياسة داعيا إياهم إلى الإتّحاد ورد الفعل من خلال استعمال أسلحتهم وهواتفهم الذكيّة بنفس القدر من أجل استرجاع أرضهم وحماية محيطهم.
أمّا الفيلم المغربي “يمكننا أن نصبح أبطالا” إنتاج التونسي الحبيب عطية، والذي منح المخرجة المغربية هند بنصاري لقب أول سينمائية إفريقية تحصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي بالمهرجان الدولي الكندي للأفلام الوثائقية “Hot Docs” فيتابع حكاية عز الدين بطل العالم في رمي الأوزان وهو بصدد التحضير للألعاب الأولمبية الخاصة “ريو 2016”.
“تخيّل أن لديك إخوة وأخوات، لكنّك لا تستطيع التواصل معهم لأنّكم لا تتكلمون اللغة نفسها.. تخيّل أنّ لديك والدين، لكنّك كبرت دونهما”..إلى أعماق هذه مشاعر الإنسانية تأخذنا كاميرا المخرجة المصرية أمل رمسيس في الفيلم الوثائقي “تأتون من بعيد”، العمل السينمائي الأحدث لمديرة المهرجان العالمي للفيلم النسوي بالقاهرة.
أمّا العمل اللبناني “طرس، رحلة الصعود إلى المرئيّ” فيعود من خلاله غسان الحلواني للماضي :” قبل خمس وثلاثين عاما كنت شاهدا على حدث واجهه شخص كنت أعرفه حينها، قبل عشر سنوات لمحت وجهه في الشارع دون أن أتأكد من كونه نفس الشخص الذي عرفته سابقا..جزء من وجهه كان ناقصا لكن ملامحه الأساسيّة لم تتغيّر.. رغم كل هذا، شيء ما قد اختلف عن الماضي كما لو أنّه لم يكن نفس الشخص..”
المشاركة التونسية في مسابقة الوثائقي الطويل ستكون من خلال العرض العالمي الأول لفيلم نصر الدين السهيلي “لقشة من الدنيا” أو “Subutex” إذ يعود المخرج التونسي بعد شريطين قصيرين “بوتليس” و”الشاق واق، فيلم حلال”والفيلم الروائي الطويل “مر وصبر” بعمل وثائقي عن :” رجلين من حي باب الجديد (رزوقة وفانتا) يقتحمان “حماما” وتربط بينهما قصة حب، ثم علاقة ممزّقة بين الرومانسية والمخدّرات والعنف.. يقرّر “رزوقة” أن يترك “فانتا” بعد الكثير من النزاعات بينهما إلاّ أنّه يتراجع عن قراره حين يكتشف مرض “فانتا”.